تم، اليوم الاثنين بالرباط، توقيع كتاب "لي سيزون أنفيديل (الفصول الخائنة)" لمؤلفته الفنانة سمية عبد العزيز، الصادر باللغة الفرنسية عن دار النشر "كلمات".
ويحكي الكتاب، الذي يقع في صفحة 312 من الحجم المتوسط، سيرة ذاتية لأسرة الكاتبة تجسد من خلاله بعض التقاليد المغربية التي تلاشت مع مرور الزمان، والقيم والفن وفن العيش والثقافة والحضارة. كما تعود سمية عبد العزيز، في هذا المؤلف، إلى ظروف نشأتها ومراتع صباها في كل من مدينتي الرباط وسلا.
وفي هذا الصدد، قالت الفنانة سمية عبد العزيز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن كتابها يحكي قصة عائلة وإرثين "الأول هو إرث يوثق الروابط، ويخترق الأعمار. إرث الحب والمتقاسم، والقيم، والفن، وفن العيش والتقاليد، وثقافة، وحضارة، والإرث الثاني هو إرث الثروات، الذي يمكن أيضا أن يتسبب في كثير من الألم، ويكسر الروابط غالبا، ويباعد بين العائلات التي تجمع بين أفرادها وشائج قوية".
وأبرزت أنها اعتمدت، خلال سردها للأحداث التي تضمنها هذا الكتاب، على مجموعة من أساليب الكتابة المتنوعة والمحادثات التلقائية، بما في ذلك الإثنوغرافية والكوميديا والسخرية.
وقد جاء في الغلاف الأخير لهذا المحكي الروائي "الإرث الذي خلفه لي والداي والثقافة التي أنتمي إليها. كل هذا الذي يصنع تشبثي بأرضي وأرض أهلي، الإرث الذي أرى نفسي فيه والذي يجعل مني أناي وليس شخصا آخر". و"الإرث الثاني هو إرث الثروات، الذي يمكن أيضا أن يتسبب في كثير من الألم، ويكسر الروابط غالبا، ويباعد بين العائلات التي تجمع بين أفرادها وشائج قوية".
وقالت سمية عبد العزيز، في تصريحها، "اخترت من خلال هذا الكتاب أن أتكلم عن الأسرة المغربية (الأسرة/أسرتي) ومن خلالها عن المغرب والثقافة المغربية والعربية الإسلامية وتقاليدها وقيمها التي أصبحت تضيع منا الآن، رغبة مني في أن أقدم من خلال هذا الكتاب الوجه الآخر الجميل للمغرب من حيث الحضارة والتقاليد الراسخة للمملكة، وكذا تقديم نموذج للمرأة المغربية ومكانتها والتحول الذي شهده وضعها بين الحاضر والماضي، لأنني اكتشفت أن معظم الكتب التي صدرت عن المغرب باللغة الفرنسية غالبا ما تكون مأساوية".
وفي مقدمة هذه السيرة الذاتية للفنانة سمية عبد العزيز، يقول الباحث عبد الله المدغري العلوي "إن هذا العمل هو ملحمة أسرة مغربية في النصف الثاني من القرن العشرين، كما لا يوجد إلا نادرا في الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية"، مضيفا أن سمية عبد العزيز أعطت هذه الرواية "بعدا إنسانيا قويا وجذابا".
ويضيف الأستاذ المدغري العلوي أنها رواية تتوفر على "غنى من حيث المضمون الأوتوبيوغرافي والتاريخي غير المتنازع عليه، وغنى وثائقي، كما أن الكتاب يثير الاهتمام بأسلوبه الأدبي الرائع".
ويرى أن "النص يندرج في إطار كتابة مختلطة، وملونة، وحية. إذ تمزج سمية عبد العزيز، التي تمتلك معرفة كبيرة بالمستويات اللسنية للغة الفرنسية، الأحداث المتنوعة والمحادثات التلقائية والنكتة ذات الأوجه المختلفة (الإثنوغرافية، والكوميديا والسخرية...) كعناصر أساسية في محكي مؤسس، من خلال مصير شخوصه وتحولات الوضعين العائلي والاجتماعي، في هذه المرحلة من الاضطرابات الفردية والجماعية".
-و.م.ع